منتديات صدى القرآن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة طه الايه 117

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عطر الاماكن




عدد المساهمات : 30
نقاط : 90
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/09/2011

تفسير سورة طه الايه 117 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة طه الايه 117   تفسير سورة طه الايه 117 Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 10:46 am

تفسير سورة طه _ الاية 117

قوله تعالى: «فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى» تفريع على إباء إبليس عن السجدة أي فلما أبى قلنا إرشادا لآدم إلى ما فيه صلاح أمره و نصحا: إن هذا الآبي عن السجدة - إبليس - عدو لك و لزوجك إلخ.

و قوله: «فلا يخرجنكما من الجنة» توجيه نهي إبليس عن إخراجهما من الجنة إلى آدم كناية عن نهيه عن طاعته أو عن الغفلة عن كيده و الاستهانة بمكره أي لا تطعه أو لا تغفل عن كيده و تسويله حتى يتسلط عليكما و يقوى على إخراجكما من الجنة و إشقائكما.

و قد ذكر الإمام الرازي في تفسيره وجوها لسبب عداوة إبليس لآدم و زوجه و هي وجوه سخيفة لا فائدة في الإطناب بنقلها، و الحق أن السبب فيها هو طرده من حضرة القرب و رجمه و جعل اللعن عليه إلى يوم القيامة كما يظهر من قوله لعنه الله على ما حكاه الله: «قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين»: الحجر: 39.

و قوله: «قال أ رأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا:» الإسراء: 62، و معلوم أن تكريم آدم عليه هو تكريم نوع الإنسان عليه كما أن أمره بالسجدة له كان أمرا بالسجدة لنوع الإنسان فأصل السبب هو تقدم الإنسان و تأخر الشيطان ثم الطرد و اللعن.

و قوله: «فتشقى» تفريع على خروجهما من الجنة و المراد بالشقاء التعب أي فتتعب إن خرجتما من الجنة و عشتما في غيرها و هو الأرض عيشة أرضية لتهاجم الحوائج و سعيك في رفعها كالحاجة إلى الطعام و الشراب و اللباس و المسكن و غيرها.

و الدليل على أن المراد بالشقاء التعب الآيتان التاليتان المشيرتان إلى تفسيره: «إن لك ألا تجوع فيها و لا تعرى و أنك لا تظمؤا فيها و لا تضحى».

و هو أيضا دليل على أن النهي إرشادي ليس في مخالفته إلا الوقوع في المفسدة المترتبة على نفس الفعل و هو تعب السعي في رفع حوائج الحياة و اكتساب ما يعاش به و ليس بمولوي تكون نفس مخالفته مفسدة يقع فيها العبد و تستتبع مؤاخذة أخروية.

على أنك عرفت أنه عهد قبل تشريع أصل الدين الواقع عند الأمر بالخروج من الجنة و الهبوط إلى الأرض.

و أما إفراد قوله: «فتشقى» و لم يقل فتشقيا بصيغة التثنية فلأن العهد إنما نزل على آدم (عليه السلام) و كان التكليم متوجها إليه، و لذلك جيء بصيغة الإفراد في جميع ما يرجع إليه كقوله: «فنسي و لم نجد له عزما» «فتشقى» «ألا تجوع فيها و لا تعرى» «لا تظمؤا فيها و لا تضحى» «فوسوس إليه» إلخ «و عصى» إلخ «ثم اجتباه ربه فتاب عليه» نعم جيء بلفظ التثنية فيما لا غنى عنه كقوله: «عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما» «فأكلا منها فبدت لهما» «و طفقا يخصفان عليهما» «قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو» فتدبر و قيل إن إفراد: «تشقى» من جهة أن نفقة المرأة على المرء و لذا نسب الشقاء و هو التعب في اكتساب المعاش إلى آدم و فيه.

أن الآيتين التاليتين لا تلائمان ذلك و لو كان كما قال لقيل: إن لكما أن لا تجوعا إلخ، و قيل: إن الإفراد لرعاية الفواصل و هو كما ترى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة طه الايه 117
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة طه
» تفسير سورة الفاتحة
» تفسير سورة النمل
» تفسير سورة الزلزلة
» تفسير سورة مريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صدى القرآن  :: قسم التفسير :: تفسير آيات القرآن الكريم-
انتقل الى: