مدائن صالح
قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قوم ثمود
ارسل الله نبيه صالح عليه السلام إلى قومه ثمود وهو صالح بن ماسح ابن حادر بن ثمود وثمود قبيلة من العرب العاربه يسكنون الحجر وقد وهبهم الله من الانعام والثراء مالا يحصى حتى انهم كانو يبنون قصورهم في بطن الوادي وينحتون من الجبال بيوتاً ومع ذلك فقد كفرو بنعمة الله وعبدوا الاصنام والاوثان فأرسل الله عز وجل إليهم نبيه صالح فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الاوثان فأنقسم القوم إلى قسمين فآمن قسم قليل من القوم وظل الباقون على كفرهم .
وعن هذا يقول سبحانه وتعالى ((ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ،قال يا قوم لما تستعجلون بالسئية قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ))سورة النمل 45.
وذكر المفسرون أنقوم ثمود اجتمعوا في ناديهم فجاءهم نبي الله صالح فدعاهم إلى عبادة الله فقالوا:إن أنت خرجت لنا من هذه الصخرة وأشاروا إلى صخرة لديهم ناقة عشراء طويلة ومن صفاتها كذا وكذا ووصفوها لنبيهم فقال لهم صالح عليه السلام أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتومنون بما جئتكم به ؟ٌ قالو نعم فأخذ على ذلك عهودهم ثم ذهب إلى مصلاه ودعا الله عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه الذي طلبوا .فلما عاينوها رأوا أمراً عظيماً ومنظراً هائلاًوقدرةًباهرةً ودليلا قاطعاًوبرهاناً ساطعاًفآمن بعض منالقوم استمر أكثرهم في ضلالهم وعنادهم ويقول تعالى فيهم (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في لأرض الله ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب))سورة هود64.
ويقول تعالى لها شرب ولكم شرب يوم معلوم))سورة الشعراء155.
وكانت الناقة في يومشربها تضع رأسها على البئر فتشرب جميع ما فيه فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم ليومهم التالي وكانت الناقة تروح عليهم فيحلبون من لبنها في يوم شربها .ولما طال علىقوم ثمود ذلك الأمر اجتمعوا واتفقوا أن يعقروا الناقة وزين لهم الشيطان ذلك فعقروها فجاءهم عذاب الله آخذتهم الصيحة بظلمهم .
.كيف عقرت الناقة ؟
تروي كتب التفاسير أن نبي الله صالح عليه السلام لما رأى ظلالة قومه وكفرهم بالله قال لهم (يولد في شهركم هذا غلام يعقر الناقة ويكون هلاككم على يديه(فقالوا لايولد لنا في الشهر ولدا إلاقتلناه فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر بنين فذبحوا أولادهم .وولد للعاشر ابنه البكر فأبى أن يذبحه وهذا الولد هو(قدار بن سالف)عاقر الناقة ويذكر الإمام أبي الفداء بن كثيرأن قداربن سالف كان أحمر وازرق اصهب وكان يقال إنه ولد زانية ولد على فراش سالف وأخذ قومةه يمنونه بالغالي والنفيس إن هو عقر الناقة وذكر ابن جرير وغيره من المفسرين أن امراتين من ثمود اسم إحداهن صدوق ابنة المحيا بن زهير.
وكانت ذات حسب ومال وكانت تحث رجل اسلم مع صالح عليه السلام ففارقته ودعت ابن عم لها يقال له ( مصرع بن مهجر بن المحيا وعرضت عليه نفسها ومالها ان هو عقر الناقة والمرأة الاخرى عنيزة بنت غنيم وكانت عجوز كافرة فعرضت بناتها الاربع على ( قداربن سالف ) ان هو عقر الناقه فله اي بناتها شاء فأندب ( مصرع وقدار) لعقر الناقه وسعوافي قومهم بذالك فاستجاب لهم سبعة اخرون وهم المذكورون
في قوله تعالى ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون ) سورة النمل اية 48
وانطلقو يرصدون الناقة فلما صدرت من وردها كمن لها ( مصرع ) فرماها بسهم فانتظم عظم ساقها فأسرع ( قداربن سالف ) فخر عليها بالسيف فكشف عن عرقوبها فخرت ساقطة على الارض ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها ثم طعنها في لبتها فنحرها ثم ابتدروها بأسفهم يقطعونها فلم ( الفصيل ) ابن الناقة ذلك شرد منهم وصعد جبل صغير وحاول قوم ثمود ان يمسكو الفصيل ليقتلوه فأوحى الله عز وجل إلى الجبل فتطاول في السماء ورغا الفصيل ثلاث ودخل في الجبل ولهذا يقول اهل التفسيران نبي الله صالح عليه السلام قال لهم
( تمتعو في داركم ثلاثة ايام ) هود اية65
وقال لهم نبي الله صالح عليه السلام لكل امة اجل فتمتعو في دياركم ثلاثة ايام حيث تصبحون من غدكم ووجوهكم مصفرة وكان هذا اليوم الاول ويذكر ابن كثير انه يوم الخميس وفي اليوم الثاني الجمعة تصبحون وجوهكم محمرة وفي اليوم الثالث السبت تصبحون وجوهكم مسودة ثم يأتيكم العذاب ولكن قوم ثمود تمادو ولم يصدقوا نبي الله صالح عليه السلام وهمو بقتله ويقول الله تعالى ( ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لايشعرون.فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقومهم اجمعين ) سورة النمل اية 50-51
وقد عجل الله بهلاك القوم الذين همو بقتل صالح عليه السلام بأن ارسل عليهم حجارة رضختهم فأهلكهم الله سلفاً قبل قومهم وفي مساء اليوم الثالث السبت نادوا بأجمعهم قد مضى الاجل فلماكان صبيحة اليوم الرابع ( الاحد ) وتأهبوا واستعدوا ينظرون ماذا يحل بهم من عذاب الله عزوجلفلما اشرقت الشمس جائتهم صيحة من السماء من فوقهم ورجفة اسفل منهم واخذهم الله عزوجل اخذ عزيز مقتدرويقول تعالى (فلما جاء امرنا نجينا صالحاً والذين امنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز.واخذالذين ظلموا الصيحةفأصبحو في ديارهم جاثمين كأن لم يغنو فيها ألا إن ثمود كفرواربهم ألابعدالثمود )