الياقـgتهـ الأنثـgيهـ
عدد المساهمات : 10 نقاط : 30 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/09/2012
| موضوع: تــأملات في آية الكرسي للشيخ صالح الغامســي الإثنين سبتمبر 10, 2012 2:58 pm | |
| [size=21]..تــأملات في آية الكرسي للشيخ صالح الغامســي .. " الله لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ و الأرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "
ذكر الله جل وعلا الآية الشهيرة المعروفة بـ ( آية الكرسي ) وهي أعظم آية في كتاب الله ، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل أُبيّ بن كعب الصحابي المعروف قال : يا أُبيّ أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال أُبيّ : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم ) ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدر أُبيّ قائلاً : ( ليهنك العلم يا أبا المنذر )..
يتحرر من الحديث أن آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله وهذا لا خلاف فيه بين العلماء . يتحرر من الآية نفسها أن النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ابن حِبَّان بسند صحيح ( أنه من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) هذا ما جاء في فضلها .
أما معناها فإنا نقول على هيئة نقاط حتى لا نطيل :
1) صدرها الله بلفظ الجلالة ( الله ) وهو علم على الرب سبحانه وتعالى ولم يُطلَق على غيره .
2) ثم نعت الله جل وعلا نفسه باسمين من أسماءه الحسنى وهي قوله جل وعلا ( الحي القيوم ) قال أهل العلم : كل أسماء الله الحسنى مردها إلى معنى هذين الاسمين العظيمين ، ما معنى (الحي)؟ أن حياة الله حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال ، ( القيوم ) أنه جل وعلا مستغن عن كل أحد وكل أحد مفتقر إليه ، ـ أُعيد ـ ( قيوم ) بمعنى أنه جل وعلا مستغن عن كل أحد قائم بنفسه وقائم بغيره بمعنى أنه جل وعلا كل أحد غيره مفتقر إلى الله جل وعلا فلا قوام لأحد إلا بالله والله جل وعلا غني كل الغنى عن جميع خلقه .
3) ثم قال سبحانه ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) بما أنه جل وعلا قائم على كل أحد فإن من كمال قيموميته على كل أحد أن لا تأخذه سنة ولا يأخذه نوم قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام بيده القسط يخفضه ويرفعه ، يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سَبُحَاتُ وجهه ما انتهى إليه من بصره ) فكل ما خطر ببالك فالله غير ذلك (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
4) (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) اللام هذه لام الملكية المطلقة وقد قلنا في درس سابق أن هناك ملك حقيقي وملك صوري ، هذه اللام لام الملكية أي جميع من في السماوات ومن في الأرض عبيد مقهورون للرب تبارك وتعالى فهذه لام الملكية .
5) (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) هذا استفهام إنكاري أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه وستأتي آيات الشفاعة مستقبلاً . 6) (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) العلوم أربعة : علم ماضي ، وعلم حاضر ، وعلم مستقبل ، وعلم لم يكن كيف يُتَصوّر كونه ـ وعلم لم يكن لكن كيف يكون لو وقع ـ هذه الأربع كلهن يعلمهن الرب تبارك وتعالى قال الله في هذه الآية (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) يشمل كل علم ، أما العلم الرابع الذي قلناه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون فيدل عليه قول الله جل وعلا (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً ) الله تكلم عن المنافقين أن هؤلاء المنافقون لو خرجوا لن يزيدوا المسلمين إلا خبالاً مع أن المنافقين لم يخرجوا ، لكن الله أخبر لو كان منهم خروج كيف سيكون منهم الوضع ، وقال الله عن أهل النار (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) ومعلوم لكل مسلم أن أهل النار لن يخرجوا من النار ولن يعودوا إلى الدنيا لكن الله يخبر حتى لو عادوا على أي حال سيتصرفون ، هذا معنى قولنا إن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ ( كل من لديه علم فالذي علمه الله ولا يمكن لأحد أن يأتي بعلم لم يشأ الله أن يعلمه (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً)
فإذاً أول طرائق طلب العلم ما هو ؟ أن تطلبها من الله ، لا يأتي العلم بمداد ولا بصحيفة ولا بتتلمذ ولا يأتي بشيء أكثر مما يأتي من الاستعانة بالرب عز وجل ، من أخلص لله النية واستعان بربه على الوجه الأتم علمه الله جل وعلا وساق إليه العلم ماءً زلالاً ، ومن ـ والعياذ بالله ـ ساءت نيته أو اعتمد على قلم ومحبرة وصحيفة ومداد وزيد وعمر وشريط وشيخ اعتماداً كلياً وأغفل جانب الاعتماد على الله لم ينل من العلم إلا بقدر ما يريده الله جل وعلا ، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ـ أعاذنا الله وإياكم من ذلك ـ
7) ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) اختُلِف في معنى الكرسي فقيل أنه العرش وهذا بعيد ، وهو قول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ ، وقيل إنه موضع القدمين للرب عز وجل وهذا فيه حديث صححه بعض العلماء ، وقيل أن الكرسي معناه العلم ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) يصبح معنى الآية وسع علمه السماوات والأرض وهذا المشهور عن ابن عباس واختاره الإمام ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسيره وبعض العلماء يقول إن الكرسي شيء ولا يقتحم لجج معرفة ما هو الكرسي ، الشيخ الإمام الشنقيطي في أضواء البيان تجاوز الآية ، والعلامة ابن سعدي لم يُعرِّج عليها تعريجاً يبين فيه معنى الكرسي ، وابن جرير الطبري ـ كما قلت ـ اختار قول ابن عباس أنه العلم ، وبعض العلماء كابن كثير وغيره مال إلى تصحيح الحديث وقال إن الكرسي موضع القدمين للرب عز وجل ، وقال بعض العلماء وهذا منسوب إلى أبي هريرة رضي الله عنه أنه موضع أمام الرب سبحانه وتعالى ، وقيل غير ذلك لكن هذا مجمل ما تبناه أهل السنة سلك الله بنا وبكم سبيلهم (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الذي نريد أن نفهمه أن الكرسي شيء عظيم وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق وهذا هو الأمر المهم عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .
( ولايؤوده ) أي لا يعجزه ولا يثقل عليه حفظهما .. وهو العلي العظيم (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) اسمان من أسماء الله الحسنى ، الله جل وعلا عليٌّ في ذاته وعليٌّ في مكانه وعلي بقهره لسائر خلقه ، وله العلو من الوجوه جميعها (بالجر توكيد للوجوه )
[/size] | |
|